يشعر العديد من الأشخاص بالخوف والقلق إزاء فكرة تأخر النطق لدى أطفالهم أو من فكرة أن الأطفال يتحدثون سريعا في وقت أبكر من عمرهم، ويرجع ذلك لاختلاف النمو ومدى اكتساب المهارات من طفل إلى آخر وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الأطفال الذين يعيشون في منزل ثنائي اللغة يستغرقون وقتا أطول ليتعلموا تحدث أي من اللغتين، لذلك سوف نتحدث اليوم بشكل مفصل عن هذه المشكلة وأسبابها وطرق علاجها.
تأخر النطق
تأخر النطق أو كما يعرف بين العامة من الناس التي لا تهتم بالمسمى الطبى بتأخر الكلام عند الأطفال، فمن الممكن أن يحدث ذلك بسبب تأخر في النمو أو مشكلة جسدية، وفى حالات أخرى قد ينتج عن مشاكل بسيطة وغير مرضية، في كل الأحوال عليك متابعة طفلك لتحديد ما إذا كانت مهاراته في التحدث متأخرة عن أقرانه في مرحلته العمرية نفسها، واستشارة طبيب الأطفال لعلاج الأمر مبكرا.
يحدث التأخر في الكلام بسبب أن الطفل يجد صعوبة في عمل الحركات الدقيقة أثناء التحدث ويكثر هذا العرض المرضى عند العديد من الأطفال حول العالم، وفى تلك الحاله لا تكون عمليات النطق ضعيفة ولكنها لا تعمل بصورة طبيعية بسبب الاضطراب الذى يحدث في المخ فيكون غير قادر على تمييز الكلمات أو التحكم بها وهذا عيب جسدي شائع يختص بأعصاب جسم الطفل.
أسباب تأخر الكلام عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب المتنوعة والمختلفة التي تؤدى لتأخر النطق عند الأطفال ومن هذه الأسباب:
- العوامل العضوية للطفل في تأخر النطق، يكون لسان الطفل مربوطا بحزام نسيجي يمتد لأسفل وهذه المشكلة يسهل جدا على الأطباء معالجتها وتتم بعملية بسيطة جدا ولكن يجب أن تتم تحت إشراف طبى كامل مع الرعاية.
- شكوى الطفل من فقدان السمع وهذا يحدث عادة بسبب صعوبة تكوين الكلمات وعدم سماع الطفل جيدا للكلام فينتج انه يعانى من اختلاط الأشياء والأشكال والأصوات لأنه لا يميزها فيضطر الطفل لاستخدام الإيماءات.
- طيف التوحد الإضطرابى ويحدث للأطفال المصابين بالتوحد وهؤلاء الأطفال يعانون من السكوت الدائم وعدم محاولة التعرف على الأشياء مما يجعل طرق تعلمهم صعبة جدا.
- الإعاقات الذهنية وقد تكون الإعاقة دائمه مع الطفل أو تنتهى إذا ما تم معالجته.
- المشاكل العصبية وهى التي تحدث في العضلات اللازمة للتحدث وتكون عبارة عن اضطراب في الأجهزة العصبية وينتج عنها مشاكل خطيرة كالشلل الدماغي وإصابات الاضطرابات الدماغية والسكتات وغيرها من الأمور الخطيرة.
- الأسباب النفسية أو التخاطبين وهى من اشد الأسباب تعقيدا لكونها متعلقة بالحالة النفسية للطفل وينتج عن ذلك التلعثم وعدم القدرة على نطق الحروف من مخارجها.
- فارق اللغة واختلاف المكان وهذا يكون نتاجا لأسباب عدة منها الجنسيات المختلفة للوالدين أو العمل في بلاد تتحدث بجنسيات مختلفة فإذا تم ولادة الطفل سيجد صعوبة في التحدث بأي من اللغتين ولكن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي من الممكن أن يتحدث فيها لغتين دون وجود ادنى مشكلة بل وأكثر من لغة.
كيف أساعد طفلي على الكلام
ينبغي على الأسرة أن تقوم بدورها في الاهتمام بأطفالها وإن حدثت وتم اكتشاف مشكلة تأخر النطق ينبغي أن تستعين بطبيب ليحدد مدى احتياج كل طفل أو ما مدى القلق حيال مشكلة تأخر الكلام وذلك من خلال الآتي:
- يجب أن تسمع أذن الطفل الأصوات المختلفة والجديدة دائما حتى يتعرف عليها كأصوات الألعاب المختلفة.
- الاستعانة بإصدار الأصوات الداخلية من فم الأم أو الأب عند اللعب للدلالة على ذلك الشيء الذى يراه، وإدخال بعض المقاطع الصوتية في الكلمات مثل الفرحه ونصفق ونغني لهم.
- في السن الصغير لا يتذكر الطفل المتأخر بالكلام اسمه كثيرا ولذلك يجب أن يحرص الوالدين على مناداته باسمه كثيرا وكذلك المحيطين به ليعرف أن تلك أسمائهم.
- لا حرج عند استعمال الكلمات العامية والدارجة للتقرب من الطفل عند الحث على تشجيع الطفل لتناول طعامه أو كتابة واجب مدرسي أو النوم أو الشرب.
- تدريبه المستمر على أسماء الحيوانات والألوان والفواكه وطرق التمييز بينها لأنه في تلك الفترة يكون عاجز عن المفارقة بين الأشياء.
- إذا ما استمرت المشكلة تواجه الطفل ينبغي الاستعانة بالطبيب وعدم التقليل من مشكلة تأخر النطق أو تأخر الكلام لدى الطفل حتى لا تصبح مشكلة دائمة.
مراحل تطور قدرة طفلك على الكلام
مراحل تطور اللغة عند الطفل من عمر السنة إلى 4 سنوات من أهم المراحل عند الطفل لمعرفة ما سيصير عليه الطفل من تأخر للكلام أو إجادة اللغة والكلام الطبيعي وتكون كالآتي:
في عمر العام
الوسيلة الطبيعية للطفل هي البكاء للتعبير عن مطالبه ولكن سيحاول الطفل التعبير بوسيلة أخرى مثل التمييز ما بين الأب والأم والتقليد للتواصل مع من حوله والتعرف على الصوت من خلال الاستجابة.
في عمر العامين
يستطيع هنا الطفل أن يبرز تطوره من خلال زيادة مفرداته وتكرار الكلمات التي يسمعها، وتتراوح من 50 :70 كلمة يتعلمها الطفل ويكررها باستخدام الضمائر وربط الكلمات ببعضها.
في عمر الثلاثة أعوام
في هذه المرحلة يتطور الطفل بشدة ويكون قادراً على تمييز معظم الأشياء والأصوات بنسبة 85%.
في عمر الأربع أعوام
يصبح الطفل متحدثا جيدا في طلب كل ما يرغب به ويميز كل شيء بوضوح ويحدد الأوقات والأشخاص.
ختاما تأخر النطق هي من المشاكل الشائعة التي تؤرق العديد من الآباء والأمهات ولكنها من حسن الحظ ليست من المشاكل مستحيلة العلاج.