التعبير عن المشاعر للاطفال مختلف فيعبر الأطفال عن مشاعرهم من خلال الرصيد الوجداني الذى يكمن بداخلهم ويظهر في صورة واضحة عند التعبير عن المشاعر التي يمرون بها ويعاصروها وتؤثر عليهم أو يطوروها مع الوقت لمشاعر إيجابية أو سلبية، فالطفل أول ما يولد يعبر عن مشاعره بالصراخ والبكاء ليتطور الأمر معه فيما بعد باختلاف مراحله العمرية، وهذا ما سنوضحه بشكل مفصل خلال السطور التالية.
التعبير عن المشاعر للأطفال
المشاعر والإدراكات الوجدانية الداخلية قد خلقها الله سبحانه وتعالى لأى إنسان تنمو وتتغير معه لتناسب سنواته ومراحله العمرية من حركات وإيماءات وإشارات يعبر بها عن ما يسعده أو يحزنه من خلال المواقف الحياتية التي يتعرض لها، فلا يستطيع اي إنسان في العموم أن يفهم ما يؤرقه ويدور بداخله دون فهم نفسه جيدا ومعالجة القصور الذي يشعر به والذي يؤثر في تربية طفلك.
كيف تساعد طفلك في التعبير عن مشاعره
ينبغي أن تقوم الأسرة بمساعدة طفلها في التعبير عن مشاعره وعدم كبتها حتى لا يؤدي ذلك لمشاكل نفسية متعددة وسيتم ذلك من خلال الآتي:
يجب أن يتعايش الطفل مع من حوله ويكون على صلة بهم ليتعلم إدراك مشاعرهم وفهمها، مثل أن يتم وضعه في موقف أن يكون مكان الأشخاص أنفسهم فيقال له شعر فلان بالضيق لأنك قلت كذا أو كذا فهذا دائما ما يترك داخل الطفل أثراً إيجابيا، فيستطيع اكتساب فن الثقة والاحترام والتعاطف مع الناس وهي مهارة مهمة للحفاظ على تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين.
معرفة احتياجات الطفل لأن ذلك سيسهل كثيرا فكرة التعامل مع مشاعر الطفل وان يشعره أبويه بمدى الاهتمام الشديد به بتلبية حاجاته وطلباته، وتجنب الغضب الشديد في بعض الأحيان لأن ذلك يشعر الطفل بالأمان النفسي.
التعبير عن المشاعر بغض النظر عن الزمان والمكان يجعل الطفل سعيدا وفخورا بوالديه على سبيل المثال: عندما يفعل الواجب بصورة رائعة فتنظر إليه وتقول أن من الرائع أن يهبني الله طفلا بذكائك فانا محظوظ فهذا الدعم النفسي التحفيزي سيشكل فارقا كبيرا مع الطفل.
التعبير عن المشاعر لا ينبغي أن يكون أكثر من حده الطبيعي في التعامل فلا أحد يريد أطفاله غير متوازنين نفسيا تحت أي ظرف عند المساندة والتشجيع لهم.
ينبغي أن يتعرف الطفل عن المشاعر التي تعبر له عنها، مثل أن يقوم الوالدين بإظهار صور مختلفة عن إدراكات المشاعر مثل الفرح والحزن حتى يعرف الطفل كيف يتفاعل معهم أو يتعاطف معهم.
بعض الأفكار التي تساعد الأطفال على التعبير عن المشاعر واحتياجاتهم
الأطفال تختلف تعبيراتهم وتتعدد من طفل لأخر باختلاف الحالة الفعليه العصبية أو المزاجية معه فالتعبير عن مشاعرهم أمر ضروري، لأن مشاعر الطفل تؤثر في اختياراته و تجعله أقل عرضة لنوبات الغضب واستخدام العنف وتجعلهم يفهمون أنفسهم جيدًا ويجيدون التعامل مع الغير ويتم ذلك من خلال القيام بالتالي:
- من الممكن أن تلعب مع طفلك لعبة انفعالات الوجه بممارسة بعض التعابير التي لا يعرفها الطفل، وأن يقوم الطفل بتخمين تلك المشاعر وتسميتها لمعرفتها فيما بعد.
- محاولة التعبير عن المشاعر أمام الطفل بالتحدث عن مواقف مختلفة لمعرفة رد فعل الطفل وكيف سيتصرف، مثل إلغاء نزهة معينه كنت ستقوم بها معه وتطلب منه معرفة شعوره وكيف يستطيع أن يعوضه عن ذلك.
- محاكاة شخصيات القصص التي يقرأها الأطفال مثل جعل الأطفال يخمنون كيف تشعر الشخصيات في القصة بسؤالهم مثلا: كيف يمكنك معرفة أن الشخصية تشعر بهذا الإحساس؟ وهل يمكنك صنع وجه يوضح مشاعر بطل القصة في هذا الموقف؟.
- من المعروف أن الأطفال يحبون الدمى ويجدون فيها طفولتهم وذلك من خلال حديثهم معها لبعض الوقت، فمن الممكن إذن تمثيل المواقف باستخدام تلك الدمى كأن تضرب الدميه وتسأله عن ردة فعلها في ذلك الوقت، بعد ذلك وجه إليهم سؤالا: ماذا يتوجب على الدمية فعله عند الشعور بالحزن أو الخوف؟.
- يمكن أيضاً أن يضع الوالدين للطفل فكرة تخمين المشاعر الخاصة بالآخرين مثل تحديد انفعالات أصدقائهم من خلال الوجوه وسؤالهم عما يشعرون، فعلى سبيل المثال أن نقول للطفل انظر إلى وجه صديقك إنه سعيد جدا لأنك أعطيته بعض الأقلام أو الورق للكتابة عليها.
- مشاركة انفعالاتك وما تشعر به وجدانيا معهم فعلى سبيل المثال: أثناء أوقات الفراغ تحدث عن شيء حدث في حياتك جعلك تشعر بالإحباط أو الحزن أو السعادة أو الخوف، ثم تحدث عما فعلته لتتغلب على تلك المشاعر.
- أن يقوم الطفل بتمثيل بعض المشاهد الخاصة بتعابير الوجه مثل تمثيله لوجهاً حزيناً أو سعيداً أو مندهشاً وغيرها، ثم عمل اختبار له بان تقول أرنى وجها سعيدا مرة أخرى كيف يكون.
- يلعب الوالدين مع الأطفال لعبة فصول السنة والمشاعر ثم يقوم الأب على سبيل المثال بسؤال الطفل عن الفصول التي تناسب الخروج أو الفصل الذى يناسب الحرارة والبرودة وما يتعلق بهم.
- أن يقوم الوالدين تعليم الطفل إشارات لبعض التعابير مثل الأحمر للشعور بالجنون وترك الأطفال يرسمون شيئا يجعلهم يشعرون بالغضب.
ختاما التعبير عن المشاعر الخاصة بالأطفال يساعدهم على التحرر والإبداع وتكوين شخصية مستقلة خاصة بالطفل كما تتيح له التواصل مع الآخرين وتحديد مشاعره والتعبير عنها.
